صوت المدونة

الأربعاء، 9 يوليو 2008

لقطة (2) من كتاب حوار مع صديقي الملحد .


هذه اللقطة هى تكلمه للقطه (1) والتي كانت بعنوان " لم يلد ولم يولد" و يكمل فيها الدكتور مصطفى محمود كلامه قائلاً :






ويسألنا صاحبنا ساخراً : ولماذا تقولون إن الله واحد ..؟ لماذا لا يكون الآلهة متعددين ..؟ يتوزعون بينهم الاختصاصات .

وسوف نرد عليه بالمنطق الذي يعترف به .. بالعلم وليس بالقرآن ..

سوف نقول له إن الخالق واحد ، لأن الكون كله مبني من خامة واحدة وبخطة واحدة .. فمن الأيدروجين تألفت العناصر الاثنان والتسعون التي في جدول "مندليف" بنفس الطريقة .. "بالادماج" وإطلاق الطاقة الذرية التي تتأجج بها النجوم وتشتعل الشموس في فضاء الكون .


كما أن الحياة كلها بنيت من مركبات الكربون "جميع صنوف الحياة تتفحم بالاحتراق" وعلى مقتضى خطة تشريحية واحدة .. تشريح الضفدعة ، والأرنب ، والحمامة ، والتمساح ، والزرافة ، والحوت ، يكشف عن خطة تشريحية واحدة ، نفس الشرايين والأوردة وغرفات القلب ، ونفس العظام ، كل عظمة لها نظيرتها .. الجناح في الحمامة هو الذراع في الضفدعة ..نفس العظام مع تحور طفيف ..


والعنق في الزرافة على طوله نجد فيه نفس الفقرات السبع التي تجدها في عنق القنفذ .. والجهاز العصبي هو هو في الجميع ، يتألف من مخ وحبل شوكي وأعصاب حس وأعصاب حركة .. والجهاز الهضمي من معدة واثني عشر ، وأمعاء دقيقة وأمعاء غليظة والجهاز التناسلي نفس المبيض والرحم والخصية وقنواتها .. والجهاز البولي الكلية والحالب ، وحويصلة البول .. ثم الوحدة التشريحية في الجميع هي الخلية .. وهي في النبات كما في الحيوان كما في الإنسان، بنفس المواصفات، تتنفس وتتكاثر وتموت وتولد بنفس الطريقة .


فأية غرابة بعد هذا أن نقول إن الخالق واحد ؟ ..


ألا تدل على ذلك وحدة الأساليب . ولماذا يتعدد الكامل ..؟ وهل به نقص ليحتاج إلى من يكمله .. إنما يتعدد الناقصون .


ولو تعدد الآلهة لاختلفوا ، ولذهب كل إله بما خلق ، ولفسدت السماوات والأرض , والله له الكبرياء والجبروت وهذه صفات لا تحتمل الشركة ..


ويسخر صاحبنا من معنى الربوبية كما نفهمه .. ويقول أليس عجيباً ذلك الرب الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة ، فيأخذ بناصية الدابة ، ويوحي إلى النحل أن تتخذ من الجبال بيوتاً ، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ، وما تخرج من ثمرات من أكمامها إلاّ أحصاها عدداً ، وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه .. وإذا عثرت قدم في حفرة فهو الذي أعثرها.. وإذا سقطت ذبابة في طعام فهو الذي أسقطها .. وإذا تعطلت الحرارة في تليفون فهو الذي عطلها .. وإذا امتنع المطر فهو الذي منعه ، وإذا هطل فهو الذي أهطله .. ألا تشغلون إلهكم بالكثير التافه من الأمور بهذا الفهم ..


ولا أفهم أيكون الرب في نظر السائل أجدر بالربوبية لو أنه أعفى نفسه من هذه المسئوليات وأخذ إجازة وأدار ظهره للكون الذي خلقه وتركه يأكل بعضه بعضاً !


هل الرب الجدير في نظره هو رب عاطل مغمى عليه لا يسمع ولا يرى ولا يستجيب ولا يعتني بمخلوقاته ؟ .. ثم من أين للسائل بالعلم بأن موضوعاً ما تافه لا يستحق تدخل الإله، وموضوعاً آخر مهماً وخطير الشأن ؟


إن الذبابة التي تبدو تافهة في نظر السائل فلا يهم في نظره أن تسقط في الطعام أو لا تسقط، هذه الذبابة يمكن أن تغير التاريخ بسقوطها التافه ذلك .. فإنها يمكن أن تنقل الكوليرا إلى جيش وتكسب معركة لطرف آخر، تتغير بعدها موازين التاريخ كله.


ألم تقتل الإسكندر الأكبر بعوضة ؟


إن أتفه المقدمات ممكن أن تؤدي إلى أخطر النتائج .. وأخطر المقدمات ممكن أن تنتهي إلى لا شيء .. وعالم الغيب وحده هو الذي يعلم قيمة كل شيء .


وهل تصور السائل نفسه وصياً على الله يحدد له اختصاصاته .. تقدس وتنزه ربنا عن هذا التصور الساذج .


إنما الإله الجدير بالألوهية هنا هو الإله الذي أحاط بكل شيء علماً .. لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء . الإله السميع المجيب ، المعتني بمخلوقاته .



من كتاب
(حوار مع صديقي المحلد)
للعالم/ مصطفى محمود
***************************
اللقطه القادمه :
إذا كان الله قدر علي افعالي فلماذا يحاسبني ؟
انتظرونا

هناك 5 تعليقات:

Ahmed Kamal يقول...

جزاك الله خيرا كثيرا على التعريف و النقل من كتب هذا العالم ، أطال الله في عمره و شفاه .

عبد من عباد الله يقول...

احمد كمال :

شكراً ليك استاذ احمد و شرفتنا بزيارتك للمدونه

حبيبـــــــة القمـــــر يقول...

جميل جدا
بارك الله فيك
في انتظار جديدك ان شاء الله

عاشــــــ النقاب ـقــــة"نونو" يقول...

السلام عليكم
حضرتك ما تتصورش اد ايه كان نفسي اقرا الكتاب دة
بارك الله فيك وفي انتظار الجديد

عبد من عباد الله يقول...

حبيبة القمر :

اولاً اعتقد ان القمر اكتر واحد سعيد لانك بتحبيه !
ثانياً شكراً جداً على تعبك ونتمنى ان البوست يكون حاز على اعجابك ودا شرف لينا .
___________________

نونو :

طيب يعني انتي لو فضلتي علطول كدا نونو مش حتكبري يعني ولا ايه ههههههه ؟! .. ما علينا بغض النظر عن موضوع السن دا انا بشكرك طبعاً و احب اقولك ان الكتاب دا انا لما بقرأ سطرين فيه مش بقدر اسيبه لانه بيتكلم في مواضيع احنا محتاجين نعرفها دلوقتي و كفايه ان اللي كاتبه الدكتور والاديب مصطفى محمود .. وبإذن الله نحاول نجتهد في نقل اجزاء من الكتاب دا و كتب زيه برده ويا رب يجعلنا في صفوف المتعلمين .