صوت المدونة

الخميس، 28 مايو 2009

جيل لن يتكرر ..... مـُعاد




جيل لن يتكرر



أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن
الخطاب رضي الله عنه وكان في
المجلس وهما يقودان رجلاً من
البادية فأوقفوه أمامه

‏قال عمر: ما هذا ؟

‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا
قتل أبانا

‏قال: أقتلت أباهم ؟

‏قال: نعم قتلته !

‏قال : كيف قتلتَه ؟


‏قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته
، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً
، وقع على رأسه فمات...

‏قال عمر : القصاص ....
‏الإعدام
.. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا
يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن
أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة
شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟
‏ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا
يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا
‏يحابي ‏أحداً في دين الله ، ولا
يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ،
ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص
منه ..
‏قال الرجل : يا أمير
المؤمنين : أسألك بالذي قامت به
السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة
، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في
البادية ، فأُخبِرُهم ‏بأنك
‏سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ،
والله ليس لهم عائل إلا الله ثم
أنا

قال عمر : من يكفلك
أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود
إليَّ؟

‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا
يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا
داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ،
فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست
على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ،
ولا على ناقة ، إنها كفالة على
الرقبة أن تُقطع بالسيف ..


‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع
الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ ومن ‏يمكن
أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت
الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه
‏وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل
هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً
هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ،
فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ،
ونكّس عمر
‏رأسه ، والتفت إلى الشابين :
أتعفوان عنه ؟
‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد
أن يُقتل يا أمير المؤمنين..

‏قال عمر : من يكفل هذا أيها
الناس ؟!!

‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته
وزهده ، وصدقه ،وقال:
‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله

‏قال عمر : هو قَتْل ،


قال : ولو
كان قاتلا!

‏قال: أتعرفه ؟

‏قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله
؟

‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ،
فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن
شاء‏الله

‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه
لو تأخر بعد ثلاث أني
تاركك!
‏قال: الله المستعان يا أمير
المؤمنين ...

‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث
ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع
‏أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم
بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه
قتل ....

‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر
الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ،
وفي العصر‏نادى ‏في المدينة :
الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ،
واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر
‏وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين
الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير
المؤمنين!

‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ،
وكأنها تمر سريعة على غير عادتها
، وسكت‏الصحابة واجمين ،
عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا
الله.
‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر
، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد
‏لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ،
لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب
بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في
الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا
تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس
دون أناس ، وفي مكان دون مكان...

‏وقبل الغروب بلحظات ، وإذا
بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر
المسلمون‏معه

‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو
بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك ‏وما
عرفنا مكانك !!

‏قال: يا أمير المؤمنين ، والله
ما عليَّ منك ولكن عليَّ من
الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا
يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي
كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في
البادية ،وجئتُ لأُقتل..
وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء
بالعهد من الناس


فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا
ضمنته؟؟؟
فقال أبو ذر :
خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من
الناس

‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا
تريان؟
‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه
يا أمير المؤمنين لصدقه..
وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب
العفو من الناس !
‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه
تسيل على لحيته .....

‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان
على عفوكما ،
وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ
‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته
، وجزاك الله خيراً أيها الرجل
‏لصدقك ووفائك ...
‏وجزاك الله خيراً يا أمير
المؤمنين لعدلك و رحمتك....



‏قال أحد المحدثين :
والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت
سعادة الإيمان ‏والإسلام
في أكفان عمر!!.
‏وجزى الله خيرا للذين نقلوا
لنا هذا البريد

‏وجزى الله خيرا للذين ينقلونه
للآخرين


*****************


تعليق : هذا ما اعرفه عن الصحابه ، هذا عمر ، هذا ابا ذر ، هؤلاء يعرفون ما هو الدين هؤلاء جيل لن يتكرر حقاً اما نحن الان فندعوا الله ان ينير عقولنا من الظلام الذي نحن فيه .. اختذلنا الدين والتدين في اشياء صغيره جداً جداً ، اظن الموقف دا من ناس متدينه ولكن موقف كهذا يدرس في الجامعات وفي علم الاجتماع ليس الصحابه هم من كانوا فقط يقومون الليل و يتصدقوا و يجاهدوا في سبيل الله ، ها هم الصحابه يخشوا على المجتمع ان يشعر ان الخير قد ذهب ... منارات نظل نتعلم منهم حتى نموت ...
" جيل لن يتكرر " كان هذا هو عنوان البوست
فهل نسطيع ان نغير هذه المقوله ؟

الخميس، 21 مايو 2009

فـي بيتهـم بـاب .......... * مُعاد



كانت هناك حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل, عاشت فيها أرملة فقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة في ظروف صعبة.. إلا أن هذه الأسرة الصغيرة



كانت تتميز بنعمة الرضا و تملك القناعة التي هي كنز لا يفنى


لكن أكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء.. فالغرفة عبارة عن أربعة جدران, وبها باب خشبي, غير أنه ليس لها سقف

و كان قد مر على الطفل أربعة سنوات منذ ولادته لم تتعرض المدينة خلالها إلا لزخات قليلة وضعيفة, إلا أنه ذات يوم تجمعت الغيوم و امتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة


و مع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها, فاحتمى الجميع في منازلهم, أما الأرملة و الطفل فكان عليهم مواجهة موقف عصيب


نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة و اندسّ في أحضانها, لكن جسد الأم مع ثيابها كان غارقًا في البلل


أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته ووضعته مائلاً على أحد الجدران , وخبّأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر


فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة و قد علت على وجهه ابتسامة الرضا وقال لأمه: ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب

حين يسقط عليهم المطر ؟


لقد أحس الصغير في هذه اللحظة أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء.. ففي بيتهم باب !!

*******

ما أجمل الرضا

إنه مصدر السعادة و هدوء البال

ووقاية من أمراض المرارة و التمرد و الحقد

اللهم نسألك رضاك و الجنة
ونعوذ بك من سخطك و النار

*******

الجمعة، 15 مايو 2009

لم يلد ولم يولد ..... مصطفى محمود (1) ... *مُعاد





صديقي رجل يحب الجدل ويهوى الكلام.. وهو يعتقد أننا – نحن المؤمنين السذج – نقتات بالأوهام ونضحك على أنفسنا بالجنة والحور العين وتفوتنا لذات الدنيا ومفاتنها .. وصديقي بهذه المناسبة تخرج في فرنسا وحصل على دكتوراه .. وعاش مع الهيبز وأصبح ينكر كل شيء.
قال لي ساخراً:


أنتم تقولون : إن الله موجود .. وعمدة براهينكم هو قانون "السببية" الذي ينص على أن لكل صنعة صانعاً.. ولكل خلق خالقاً .. ولكل وجود موجدا .. النسيج يدل على النسّاج .. والرسم يدل على الرسّام .. والنقش يدل على النقّاش .. والكون بهذا المنطق أبلغ دليل على الإله القدير الذي خلقه ..

صدّقنا وآمنا بهذا الخالق .. ألا يحق لنا بنفس المنطق أن نسأل .. ومن خلق الخالق .. من خلق الله الذي تحدثوننا عنه .. ألا تقودنا نفس استدلالاتكم إلى هذا .. وتبعاً لنفس قانون السببية .. ما رأيكم في هذا المطب دام فضلكم ؟

ونحن نقول له : سؤالك فاسد .. ولا مطب ولا حاجة فأنت تسلّم بأن الله خالق ثم تقول من خلقه ؟! فتجعل منه خالقاً ومخلوقاً في نفس الجملة وهذا تناقض..


والوجه الآخر لفساد السؤال أنك تتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته .. فالسببية قانوننا نحن أبناء الزمان والمكان .

والله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان ولا يصح لنا أن نتصوره مقيداً بالزمان والمكان .. ولا بقوانين الزمان والمكان .

والله هو الذي خلق قانون السببية .. فلا يجوز أن نتصوره خاضعاً لقانون السببية الذي خلقه .

وأنت بهذه السفسطة أشبه بالعرائس التي تتحرك بزمبلك .. وتتصور أن الإنسان الذي صنعها لابد هو الآخر يتحرك بزمبلك .. فإذا قلنا لها بل هو يتحرك من تلقاء نفسه .. قالت : مستحيل أن يتحرك شيء من تلقاء نفسه .. إني أرى في عالمي كل شيء يتحرك بزمبلك .

وأنت بالمثل لا تتصور أن الله موجود بذاته بدون موجد .. .رد أنك ترى كل شيء حولك في حاجة إلى موجد .
وأنت كمن يظن أن الله محتاج إلى براشوت لينزل على البشر ومحتاج إلى أتوبيس سريع ليصل إلى أنبيائه.. سبحانه وتعالى عن هذه الأوصاف علو.اً كبيراً ..


"وعمانويل كانت" الفيلسوف الألماني في كتابه "نقد العقل الخالص" أدرك أن العقل لا يستطيع أن يحيط بكنه الأشياء وأنه ُمهيأ بطبيعته لإدراك الجزئيات والظواهر فقط .. في حين أنه عاجز عن إدراك الماهيات ا.ردة مثل الوجود الإلهي .. وإنما عرفنا الله بالضمير وليس بالعقل .. شوقنا إلى العدل كان دليلنا على وجود العادل .. كما أن ظمأنا إلى الماء هو دليلنا على وجود الماء ..


أما أرسطو فقد استطرد في تسلسل الأسباب قائلاً : إن الكرسي من الخشب والخشب من الشجرة .. والشجرة من البذرة .. والبذرة من الزارع .. واضطر إلى القول بأن هذا الاستطراد المتسلسل في الزمن اللانهائي لابد أن ينتهي بنا في البدء الأول إلى سبب في غير حاجة إلى سبب .. سبب أول أو محرك أول في غير حاجة إلى من يحركه .. خالق في غير حاجة إلى خالق .. وهو نفس ما نقوله عن الله ..


أما ابن عربي فكان رده على هذا السؤال "سؤال من خلق الخالق" .. بأنه سؤال لا يرد إلا على عقل فاسد.. فالله هو الذي يبرهن على الوجود ولا يصح أن نتخذ من الوجود برهاناً على الله.. تماماً كما نقول إن النور يبرهن على النهار .. ونعكس الآية لو قلنا إن النهار يبرهن على النور ..


يقول الله في حديث قدسي :

أنا .يستدل بي .. أنا لا .يستدل علي. “ ..

فالله هو الدليل الذي لا يحتاج إلى دليل .. لأنه الله الحق الواضح بذاته .. وهو الحجة على كل شيء .. الله ظاهر في النظام والدقة والجمال والإحكام .. في ورقة الشجر .. في ريشة الطاووس .. في جناح الفراش .. في عطر الورد .. في صدح البلبل .. في ترابط النجوم والكواكب.. في هذا القصيد السيمفوني الذي اسمه الكون ..


لو قلنا إن كل هذا جاء مصادفة .. لكنا كمن يتصور أن إلقاء حروف مطبعة في الهواء يمكن أن يؤدي إلى تجمعها تلقائياً على شكل قصيدة شعر لشكسبير بدون شاعر وبدون مؤلف.


و القرآن يغنينا عن هذه المجادلات بكلمات قليلة وبليغة فيقول بوضوح قاطع ودون تفلسف:
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} سورة الإخلاص . ..........
من كتاب
(حوار مع صديقي المحلد)
للعالم/ مصطفى محمود
&&&&&&&&&
اقرأ ايضاً:

الجمعة، 8 مايو 2009

المقـامة الدراسيّـة ...



حدثنا طالب بن دارس, بن واقف بن جالس,


فقال


لاحظ بعض العلماء , من كبار الأسماء, أن هناك مرضٌ عضال, يصيب بعض الرجال, إن كانوا بسن الدراسة والتعليم, في ظل هذا الحر المقيم


وقالوا بأنه مرضٌ ذهوليٌّ انفعاليٌ, نفسيٌّ عقليٌّ.. عصبيٌّ عضليّ, يصيب طلاب الكليات, بمختلف الجامعات, في شهر ٍ من شهور العام, هو شهر مايو الهمام, عندما يعرفون يوم الامتحان, يوم لا يـُكرم المرء بل يُهان, حتى إذا كان عبقرياً نابغاً, أو كان متوسطاً أو فارغاً


فتظهر أعراض المرض الوبيل, في آخر أسابيع شهر إبريل, ووصف بعض أطباء العصر والزمان, هذه الأعراض.. فحدثنا حكيم بن عيـَّـان, فقال


*******


أول أعراض المرض هو الذهول, ليس كذلك الناتج عن أكل الفول, بل هو ذهول شموليٌّ عنيف, يُكسب المرء شحوباً فيصبح كالرغيف


وفسره بعض المعاصرين, بأنه نتيجة اندماج الدارسين, حيث تتجمع المعلومات في أقفيتهم, وتتسرب من أربطة أحذيتهم, فيجيء الطالب آخر العام فيفاجأ كليةً بهذا الزحام, ويصيح في ظلمة الليل البهيم: كيف يا إلهي الرحمن الرحيم, متى أخذنا كل تلك الدروس, وكيف يا عالم أسرار النفوس, وكيف يكون الامتحان في شهر خمسة, ولم لا يكون عام مليون وخمسة, مع الاحتفاظ بحق الدور الأول, دونما تأجيل ٍأو إعادة من الأول!!!", ثم يستسلم لمصيره وأقداره ِ, ويدفن نفسه بين أوراق دفاتره ِ, ثم يبدأ الاكتئاب الدفين, الذي تفشل معه الـ Venlafaxine والـ Tricyclic


حتى يمر شهر خمسة بالطول أو بالعرض, وتكاد رأسه تلامس الأرض, ويأتي شهر ستة بأيامه المخيفة, حيث امتحانات الشفوي والصدمة العنيفة, حتى ليجد الأستاذ نفسه مندهشاً متعجباً, من ذلك الطالب الذي صار مملاً متعباً


يجاهد الأستاذ لينزع منه المعلومات, بينما شفتاه لا تفترقان لبضعة سنتيمترات, فيضطر لإعطائه درجة ما, ويقول له أحسنت إنما..., ولا يضيف كلاماً, ولا يعطيه سلاماً, بل يقول: من بعده؟ فيخرج الطالب من عنده, والنيل يخايل ناظريه, ويدعوه أن يهرع إليه


*******


ما وجدنا لهذا الداء, من ترياق ٍ أو دواء, حتى يومنا هذا ولحظتنا تلك, إلا رحمة مالك الملك, وقد اقترح بعض علمائنا الأفذاذ الأفاضل, تسمية هذا المرض باسمٍ جديد ليس له مقابل, واقترح بعض هواة المصطلحات, تسميته بـ: متلازمة ما قبل الامتحانات, أما هواة الرطانة في العلوم, فقد اقترحوا تسميته بـPre-examinations Syndrome


فانظر أيهما تختار, في قراءة الأخبار


*******


وبهذا علمنا ما كان, وما جرى لطلبة الزمان, ولا نملك إلا دعوة الرحمن, أن يرحم بني الإنسان, حتى لا تكون دنياهم خاسرةً ضائعة, وأخراهم نيراناً جائعة, وليرحم الله طلاب الجامعات والمدارس, ويغفر لحماقات طالب بن دارس


وبهذا نختتم الكلام


ولكم منا السلام


*******
مـراد محمـد


&&&&&&&&&




ملحوظه : ده حيبقى اخر بوست جديد قبل الامتحانات و سنختتم هذه المرحله بهذا البوست و بإذن الله نلقاكم بعد فتره الامتحانات و التى تمتد إلى نصف شهر سته و في هذه الفتره سيتم اعاده بعض البوستات القديمه من المدونه و التي حازت على اعجاب بعض القراء .... إلى اللقاء .




السبت، 2 مايو 2009

الحلقة الثالثه ..... ابوجهل 2009




سبنا أبو جهل وصديقه إبليس نايمين .. صحيوا متأخر من الهباب اللي كانوا بيشربوه طول الليل


إبليس – إبو الحكم .. أبو الحكم .. إصحى .. قوم
أبو جهل – عايز ايه يا إبليس .. ما تسيبني أنام شوية يا أخي


إبليس – يا عم قوم .. اتأخرنا قوي .. ورايا كام مشوار مهمين


أبو جهل – طيب طيب .. هاقوم اهه


ينزل أبو جهل وإبليس .. أبو جهل يسترعي انتباهه البوسترات الكبيرة بتاعة المغنيات .. والراقصات .. وكل حاجة في آخرها آآآآآآت




أبو جهل – صور مين دول يا إبليس .. ومين اللي صورهم قبل ما يلبسوا كده ؟


إبليس – يا أخي انت هتفضل متخلف كده على طول .. أولا دي صورهم وهم لابسين .. هم هدومهم .. كده .. ثانيا دول يابني نجوم المجتمع .. الشباب ممكن يقعدوا يسمعوهم ساعتين تلاتة عشرة يرقصوا ويغنوا مافيش مشاكل


أبو جهل – مسلمين برضه ؟


إبليس – طبعا امال ايه .. مش قالوا لك دي نقرة ودي نقرة ؟؟


أبو جهل – طب سؤال أخير .. الله يخليك


إبليس – إسأل .. بس بلاش أسئلة غبية


أبو جهل – أنا أصلي ما شفتش حد خالص من يوم ما جيت بيقرا قرآن .. هو القرآن ملغى السنة دي ؟؟


إبليس – لا يا غشيم .. أنا خليت الناس تحب الأغاني دي قوي .. فماحدش منهم بقى عنده مزاج يقرا قرآن ولا يسمعه حتى


أبو جهل – أصل محمد وأصحابه ما كانش ليهم شغلانة غير قراية القرآن .. لما خلوا الواحد مش عارف يعيش في مكة .. ده المسلمين الزمان ده


احسن كتير بصراحة .. الله ينور يا إبليس يا حبيبي


إبليس – وعليك يا باشا




ماشيين في أمان الله .. فجأة عربية من ناحية اليمين كاسرة الإشارة ومنطلقة بأقصى سرعة .. السائق بيدوس فرامل بشدة وراح لابس في عربية الغلابة أبو جهل وإبليس


ينزل السائق .. يشتم بكلام بذئ جدا .. وينهال بالضرب على أبي جهل المذهول من الموقف .. وإبليس يحاول يخلصه .. والناس واقفة تتفرج




السائق – انت حمار ؟؟ .. انا نفسي اعرف مين ابن .... اللي علمك السواقة .. الله يخرب بيت ....


إبليس – انت اللي غلطان وكاسر الإشارة .. وكمان بتشتم ؟؟


السائق – أقسم بالله العظيم .. أقسم بعزة جلال الله .. انت اللي غلطان .. إنت اللي كاسر الإشارة .. انت ما بتشوفش يا بهيم انت


أبو جهل – وبتحلف كذب يا راجل انت ؟؟ يعني غلطان وتحلف كذب ؟؟


(يميل على إبليس) - مسلم ده برضه ؟؟


إبليس – آه طبعا .. انت مش شايفه بيحلف بالله ؟




أمين الشرطة يقرب منهم .. الراجل السواق راح غامزه ببريزتين ..




أمين الشرطة لإبليس – انت اللي كنت سايق ؟؟ .. رخصك لو سمحت


إبليس – رخصي ليه ؟؟ .. ده هو اللي كاسر الإشارة وغلطان


العسكري – انت هتشوف احسن مني .. وللا هتعلمني شغلي


أبوجهل لأمين الشرطة – ياراجل انت .. أنا شايفه بيديك فلوس .. انت مسلم انت ؟؟ .. بتشهد زور يا مفتري ؟؟


أمين الشرطة – إنت كمان هتقل أدبك ؟؟ .. طب بطاقتك بقى .. أنا هاعمل لك محضر تعدي


ابو جهل يضرب كف على كف ويقول لإبليس – ياعم هي الناس جرالها ايه ؟؟ رجعني بلدنا احسن .. أنا بصراحة مش مصدق اللي باشوفه ده




إبليس يحاول يتصل من الموبيل .. الموبيل مش بينطق .. ورطة




أمين الشرطة للسائق – طلباتك يا باشا


السائق يشاور لأبوجهل – لا .. ولا حاجة .. أنا هاسيبهم عشان خاطر الشيخ ده بس .. بس يبقوا يخلوا بالهم وهم سايقين بعد كده


يمشي أبو جهل وإبليس .. إبليس هيتجنن


إبليس – حاجة تجن .. أنا ما علمتهمش كده أبدا .. نفسي اعرف مين الشيطان اللي معاه ده أشوف ازاي يعلمه المسخرة دي .. وكمان الموبيل .. لسه شاريه امبارح .. مهنج ومش عايز يشتغل .. تعال نروح نشوف ايه حكايته




يدخلوا محل الموبيلات .. محل محترم جدا .. بائعة على سنجة عشرة .. تستقبله بابتسامة ساحرة


البائعة – سباح الخييييير .. تهت أمرك


إبليس .. بغيظ – الموبيل ده أنا اشتريته من هنا امبارح .. ما بيشتغلش


البائعة تجرب الموبيل – آه .. سحيح .. ده مش بيشتغل .. ليه كده ؟؟


إبليس – هو إيه اللي ليه كده ؟؟ .. مش انتوا اللي بايعينه


البائعة – أسلي باكون موجودة السـُّبح بس .. (تغمز لابوجهل) .. بعد الدُهر ورايا شغل تاني .. هي هي هي .. استنوا زميلتي بتاعة بالليل


إبو جهل لإبليس – إيه ده يا بيسو .. هي تبع مزمزة هانم وللا إيه ؟؟


إبليس – يا اخي احنا ف إيه وللا ف إيه دلوقت .. بصي يا ست انتي .. أنا مش هاستنى لبالليل .. الموبيل ده من عندكم .. افتحيه وشوفي الشريحة .. انتي مش عارفة الأرقام اللي تبعكم ؟؟


البائعة ترتبك – لا لا ما تفتحوش .. ممكن تخسر الدَّمان


إبليس – ضمان ايه وبتاع ايه .. افتحيه ومالكيش دعوة .. مش عايز ضمان




تفتح الموبيل .. الموبيل مصدي من جوه .. وشكله مستعمل بقاله عشر سنين




إبليس – ياحرامية يا غشاشين .. الموبيل ده انا شاريه جديد .. إنتم بدلتوه في الخباثة


البائعة تردح له – باقول لك ايه ياجدع انت .. هو إيه تلاقيح الجتت ده .. انت هتتبلي عليا وللا ايه ؟؟ .. انت هتغور من هنا وللا اعمل لك محضر انك بتتهجم عليا ؟؟


إبليس – أنا جيت جنبك يا ولية انتي ؟؟


البائعة تصرخ – يالهويييييييييي .. الحقونييييييييييي . حرامييييييييييييي


إبليس وأبو جهل يجروا بره المحل .. يركبوا العربية .. ويا فكييييييييييك




إبو جهل – ههههههههه .. والله برافو عليك يا إبليس .. فعلا عامل شغل ميه ميه


إبليس – المشكلة ان انا مش قادر احصل الناس دول .. كل ما افكر في حاجة شيطانية ألاقيهم سبقوني




يوصلوا منطقة شعبية .. حالتها صعبة أوي .. بؤس وفقر ومجاري .. حاجة فظيعة




أبو جهل – يا ساتر .. ايه القرف ده .. ايه المكان ده يا إبليس ؟


إبليس – أنا ليا واحد صاحبي هنا .. واخد توكيل توزيع البانجو في البلد .. ولازم كل ما آجي اطمن عليه


أبو جهل – بس الناس دي عايشة هنا ازاي كده .. امال الحتة اللي كنا فيها امبارح كانت نضيفة أوي .. معقول دي بلد واحدة


إبليس – آه طبعا .. بس حبة فوق وحبة تحت .. مش قلت لك ان اصحابي الحرامية الكبار سرقوا البلد .. أخدوا فلوس الناس دول وسكنوا في حتت نضيفة ومحترمة ودول بقى عايشين في الفقر ده


أبو جهل – أنا باعمل كده بصراحة .. وكتير كنت باكل على الناس فلوسها .. واشغلهم بالسخرة .. واللي يتكلم يبقى يا ويله .. بس ماكنتش فاكر المسلمين برضه كده .. انت عارف ابوبكر صاحب محمد؟؟


ابليس – ابن أبي قحافة ؟؟ .. ياااااه .. انا ما باكرهش في الدنيا دي قده


أبو جهل – أهو انت عارف أبو بكر ده ؟؟ .. مرة اشترى تلات عبيد من فلوسه عشان كنا بنعذبهم عشان يكفروا بدين محمد ويرجعوا لديننا .. مع ان العبيد دول ولا هينفعهوه بحاجة


إبليس- لا اطمن .. دلوقت أنا ظبطت الناس أوي .. ماحدش بيخدم حد غير لما يكون عنده مصلحة .. عايز منه حاجة .. مافيش حاجة ابدا لوجه الله




يلمح أبوجهل مجموعة من الشباب .. لابسين تي شيرتات مكتوب عليها صناع الحياة .. واقفين وحواليهم مجموعة من الأهالي .. يقرب منهم هو وإبليس




واحد من الفريق – وياريت يا جماعة نحاول نخلص النهارده ان شاء الله .. الموضوع محتاج جهد جامد .. بس انتم شايفين الوضع صعب ازاي من غير مَيـّه


أحد الأهالي – ربنا يوفقكم يا بني .. والله أهل الحتة كلها بيدعوا لكم .. مش عارفين نشكركم ازاي


واحد من الفريق – يا حاج ما تقولش كده .. احنا محتاجين الثواب أكتر مانتم محتاجين الميه .. احنا اللي بنشكركم انكم اديتونا الفرصة دي .. والناس لبعضيها برضه


أبو جهل يقرب منهم – هو فيه إيه .. بتعملوا ايه هنا ؟؟


واحد من الفريق – إحنا يا عم الحاج جايين ندخل الميه الحلوة للمنطقة .. لإنها عشوائية والناس بتشرب ميه ملوثة .. واحنا جمعية خيرية وبنحاول نساعد الناس قد مانقدر


أبو جهل – وهتاخدوا منهم كام في الشغلانة دي ؟؟


واحد من الفريق – لا .. أهل الخير كتير .. ناس اتبرعت بالمواد .. وناس خلصت لنا الإجراءات في الحي .. واحنا هنعمل أقل حاجة .. هنوصل المواسير للبيوت


أبو جهل يبص لإبليس بغيظ – إيه يا إبليس العيال دول ؟؟ .. انت مش قلت لي انك ظبطت الناس .. وكله بالمصالح وماحدش بيخدم حد ؟؟


إبليس (بخزي) – بس بس ما تحسرنيش .. أنا عايز الأرض تنشق وتبلعني .. بس سيبك انت .. انا هاشتغل عليهم دلوقت .. هأخلي كل واحد منهم نيته تتغير .. وبدل ما بيشتغل لله يقعد يستنى نظرات الإعجاب من الناس .. يتعب بقى زي ما يتعب .. في الآخر ولا حسنة واحدة .. سيبني بس أركز


رئيس الفريق للمجموعة – طيب يا جماعة اسمحوا لي .. قبل ما نبدأ الشغل بس كل واحد يجدد نيته .. ويحتسب أجره عند الله سبحانه وتعالى .. انتم عارفين الشيطان بيجري من ابن آدم مجرى الدم .. استعيذوا بالله من الشيطان الرجيم .. ياللا توكلوا على الله




إبليس يتضاءل جدا .. يصغر .. يصغر .. يصغر من الاستعاذة بالله .. أبو جهل يبعد من المكان بأقصى سرعة وهو في قمة الغضب .. ينطلق صوت الأذان .. صوت عذب وجميل جدا




الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر


أشهد أن لا إله إلا الله


أشهد أن محمدا رسول الله




الشباب يسيبوا اللي في إيديهم ويتجهوا أفواج للمسجد .. ابتسامة جميلة على وجوههم .. الابتسامة اللي أبو جهل بيكرهها .. وبتفكره بأصحاب محمد .. الأهالي يتجهوا للمسجد بأعداد كبيرة .. ينفجر من شدة الحسرة والغضب .. إبليس يرجع وياخده بسرعة عشان يهربوا من المكان .. يروح يلاقي مفاجأة سارة في انتظاره




العربية اتسرقت .. تلاميذه شغالين كويس .. الحمد لله .. الدنيا بخير .. هههههههه




انتظرونا في الحلقة القادمه




بقلم الكاتب/ محمد عبد السلام


*********************
ملحوظه : اي توجهات سياسيه او اراء عن اشخاص بعينها في الواقع هى تمثل فقط و جهة نظر و رأي الكاتب و ليست وبالضروره وجهة نظر المدونه