بسم الله الرحمن الرحيم
كثيراً من الناس المسلمين و الغير المسلمين تراودهم افكار حول معاني معينه في الإسلام ، ومدى قابليتها للتنفيذ و هل هى حقاً بها شئ من التخلف و التراجع ؟؟ ، و هل حقاً إذا طبقت الان في هذا العصر تستطيع ان تساعد المجتمع على التقدم و على مجاراة الدول المتقدمه مثل اوروبا و امريكا و اليابان و غيرهم ؟؟
بما اننا الان نكتب في قسم المرأه ، فلنتكلم عن بعض الافكار التي تراود الناس و خصوصاً المفكرين منهم حول نظرة الإسلام للمرأه ،
و هل هو حقاً يعاملها معامله كريمه مئه بالمئه ؟
ام انه اعطى للمرأه جزء من الحقوق التي كانت مسلوبه كلها منها ايام الجاهليه فظهر الاسلام بمظهر المنقذ لها ، اما الان فالمرأه في دول العالم المتقدم اخذت حقها اكتر و جعلتنا نقول ان الاسلام الان ليس في مقدمه من كرموا المرأه ، فالدول المتقدمه و على رأسهم اوروبا و امريكا تقدمت في التصنيف و اصبحوا هم اكثر الشعوب و الدول و النظم التي كرمت المرأه ، و تراجع الاسلام في التصنيف ؟؟؟؟
هذه كلها افكار تدور في رأس كثير من المفكرين و انا لست من انصار ان الرد الانسب على هذه الافكار ـ المنطقيه ربما الان ـ بالسب و الشتم و التكفير لان ذلك لن يحقق ما اريده ، وهو الوصول إلى الحق و وجهة النظر الانسب ، وليس الانتصار على من يفكرون او ينتمون إلى هذه الافكار .
و بما ان الموضوع كبير و يكتب فيه صفحات و مجلدات حول المرأه في الاسلام ، فانا سأستعين بكلمات و عبارات رجل هو افصح مني بكثير و اعلم مني بلا شك ، وهو الدكتور مصطفى محمود .
حيث ان الدكتور مصطفى في كتابه "حوار مع صديقي الملحد " يرد فيه على بعض الافكار العلمانيه و الإلحاديه ، و يناقشها و يرد عليها بالفكر و المنطق و ليس اكثر ، فارجوا من حضراتكم ان تقرأوا معي بعض افكار الدكتور حول المرأه في الاسلام و مقارنتها بوضعها الان في جميع انحاء العالم المتقدم (و طبيعه الكتاب ان الدكتور مصطفى يستعرض افكار صديقه الدكتور الملحد على هيئة اسئله ، و يجيب عليها فيما بعد بطريقه مفصله موضحاً وجهة نظره )و هذه بعض النقاط من جزء حكايه الإسلام مع المرأه :
&&&&&&&&&&
قال صديقي الدكتور :
-ألا توافقني أن الإسلام كان موقفه رجعيا مع المرأة ؟ وبدأ يعد على أصابعه
- حكاية تعدد الزوجات وبقاء المرأة في البيت .. والحجاب والطلاق في يد الرجل .. والضرب والهجر في المضاجع .. وحكاية ما ملكت أيمانكم .. وحكاية الرجال قوامون على النساء .. ونصيب الرجل المضاعف في الميراث .
قلت له وأنا أستجمع نفسي :
التهم هذه المرة كثيرة .. والكلام فيها يطول .. ولنبدأ من البداية .. من قبل الإسلام .. وأظنك تعرف تماما أن الإسلام جاء على جاهلية ، والبنت التي تولد نصيبها الوأد والدفن في الرمل ، والرجل يتزوج العشرة والعشرين ويكره جواريه على البغاء ويقبض الثمن .. فكان ما جاء به الإسلام من إباحة الزواج بأربع تقييدا وليس تعديدا .. وكان إنقاذ للمرأة من العار والموت والاستعباد والمذلة .
وهل المرأة الآن في أوروبا أسعد حالا في الانحلال الشائع هناك وتعدد العشيقات الذي أصبح واقع الأمر في أغلب الزيجات ،أليس أكرم للمرأة أن تكون زوجة ثانية لمن تحب .. لها حقوق الزوجة واحترامها من أن تكون عشيقة في السر تختلس المتعة من وراء الجدران .
ومع ذلك فالإسلام جعل من التعدد إباحة شبه معطلة وذلك بأن شرط شرطا صعب التحقيق وهو العدل بين النساء .
“ وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة “ .. “ ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم “ 129 النساء
فنفى قدرة العدل حتى عن الحريص فلم يبق إلا من هو أكثر من حريص كالأنبياء والأولياء ومن في دربهم .
أما البقاء في البيوت فهو أمر وارد لزوجات النبي باعتبارهن مُثلاً عليا .
“ وقرن في بيوتكن “ 33 ـ الاحزاب .
وهي إشارة إلى أن الوضع الأمثل للمرأة هي أن تكون أما وربة بيت تفرغ لبيتها ولأولادها .
ويمكن أن نتصور حال أمة نساؤها في الشوارع والمكاتب وأطفالها في دور الحضانة والملاجئ .. أتكون أحسن حالا أو أمة النساء فيها أمهات وربات بيوت والأطفال فيها يتربون في حضانة أمهاتهم والأسرة فيها متكاملة الخدَمات .
الرد واضح .
ومع ذلك فالإسلام لم يمنع المقتضيات التي تدعو إلى خروج المرأة وعملها .. وقد كانت في الإسلام فقيهات وشاعرات .. وكانت النساء يخرجن في الحروب .. ويخرجن للعلم .
إنما توجهت الآية إلى نساء النبي كمثل عليا ، وبين المثال والممكن والواقع درجات متعددة
وقد خرجت نساء النبي مع النبي في غزواته .
وينسحب على هذا أن الخروج لمعونة الزوج في كفاح شريف هو أمر لا غبار عليه .
&&&&&&&&&&
اعزائي القراء اكتفي بهذا القدر حتى لا اطيل عليكم ، و ربما اكتب لكم باقي الاجابات على هذه الاسئله في مقاله اخرى إن اردتم ذلك ، و احب ان اقول اخيراً ان هذه كلها وجهات نظر ليست حروباً فيها المهزوم و المنتصر بل هى مناقشه بين اصدقاء كلاً منهم يريد ان يصل بصديقه إلى الافضل و ذلك من حبه له ، و ربما كنت انا في يوماً من الايام اسئل مثل هذه الاسئله و اتبناها في بعض الاوقات و لكن الانسان افكارة تتغير كلما قرأ و سأل و تعلم و كبر في السن و ذلك لانه مكرم من الله عز وجل بالعقل الذي يتفاعل و تلك من مميزات الإنسان العاقل ، و ليست كما نرى الان ان اي انسان تغيرت افكاره فهو رجل مخادع و يغير افكاره دائماً .
اراكم في المقال القادم على خير إن شاء الله